ما المقصود بمصطلح البطالة؟ ومتى يعتبر الإنسان عاطلا؟سؤال مشروع طرحه بصيغة مختلفة العلامة إيف لاكوسة فقال:[كيف يمكن أن نميز العمل عن لا عمل ...وهل الانتظار والبحث عن العمل يعتبر بطالة أم قبل هذا عملا؟ وفي البلدان المتخلفة نجد سوء التغذية والأمراض المزمنة تقعد الكثير من الناس عن العمل إما بصفة دائمة أو مؤقتة فهل نعتبرهم عاطلين ؟والمرأة في المجتمع الكاثوليكي والإسلامي التي تمنعها التقاليد من الخروج من البيت والمشاركة في عالم الشغل تعتبر عاطلة أم لا؟[بتصرف عن كتاب جغرافية التخلف ص111لصاحبه إيف لاكوست].
إن البطالة أصناف وأنواع, كما أن مفهومها يحمل عدة دلالات وتعار يف قد تختلف من بلد إلى آخر أو على الأقل من عالم المركز إلى عالم المحيط.وهذا بول باسكون ورفقاؤه في دراسة اجتماعية لهم عن المغرب قسموا البطالة إلى خمسة أقسام أو أنواع هي:[ البطالة الجزئية , البطالة الموسمية , البطالة المقنعة , البطالة الخفية أو الناقصة , والبطالة الواضحة أو الحقيقية أو الاستخدام المحدود ].
وأخيرا أذكر التعريف العالمي للبطالة والذي قدمته مجموعة من الإحصائيين بالمكتب العالمي للشغل بجنيف سنة 1954 ومفاده أن كل إنسان ليس له عمل في الأسبوع الذي وقع فيه الإحصاء, وهو يبحث عن العمل بأجر ,وقد سبق له البحث عن عمل في الشهر الذي سبق الشهر الذي أجري فيه البحث ,على شرط أن يكون مهيئا للعمل في أجل لا يتعدى خمسة عشر يوما على الأكثر يعتبر عاطلا.
وفي تقديري الشخصي أن العاطل هو كل إنسان قادرا على العمل , راغبا فيه باحثا عنه, يقع في دائرة القوى المنتجة أي يكون عمره ما بين 15 و60 سنة مدربا على العمل أي له حرفة أو خبرة ما, و لا تتوفر لديه فرصة للعمل ولا يملك رأس مال نقدا كان أو عينا.
وأخيرا أرى أن لكل مواطن حقوقا, وعليه واجبات, فحقه أن يوفر له وطنه الشغل, والعيش الكريم, ولا يدعه يسأل الناس إلحافا.أما واجباته فيمكن أن نلخصها في حبه لوطنه - يقال أن حب الأوطان من الإيمان – والغيرة عليه كما يغار على عرضه. يقول المثل المغربي (الي ما عنده أرض ما عنده عرض) وأن يكون مستعدا للتضحية في سبيله, والدفاع عنه إلى آخر قطرة من دمه. لا يخونه, ولا يتآمر عليه, ولا يقبل الدنية فيه بشكل من الأشكال.وعند ذلك تتم شريعة العدل بين الوطن والمواطن.