ظاهرة الكذب عند الرجال !
حواس محمود
ليس الكذب مقتصرا على الأطفال وحدهم ، فهنالك الرجال الذين يكذبون أيضا ، وهذه ظاهرة جديرة بالدراسة والاهتمام والتناول ، وموضوع الكذب موضوع اجتماعي هام جدا ، لأن نقيضه " الصدق " يشكل ركنا هاما من أركان البناء الاجتماعي القويم والسليم والمعافى ، وللكذب أسباب عديدة وحالات كثيرة ، ومن أسباب الكذب:
الأنانية والادعاء والتباهي بملكات عقلية أو باستحواذ أشياء مادية مما قد يعطي الانطباع للمستمع اليه بأنه ذو وجاهة ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية ومنها : الجبن أو الخوف : هنالك رجال لا يستطيعون مصارحة غيرهم بما تكلموا به في مواقف معينة فيضطرون للكذب للخروج من المحاسبة أو التوبيخ أو التأنيب أو لعدم قدرتهم الدفاع عن مواقفهم ، ومنهم من يكذب لاخفاء أشياء عن الآخرين أو التهرب من التزام مادي أو معنوي ، والعامة من الناس عندما يصطدمون بأشخاص ذوي لباقة وهندام وشكل خارجي أنيق ولكنهم يكذبون يسقطون من أعينهم لكبر الهوة والفارق الكبير بين المظهر الخارجي والمضمون الداخلي لأولئك الأشخاص الذين يلجأون للكذب وهناك أسباب أخرى عديدة ولكن قد يتساءل البعض وهل الكذب مرفوض أو مستهجن أقول : ان الكذب درجات عديدة فهنالك حالات يمكن للشخص أن يكذب وهذا الكذب يمكن أن يسمى ب " الكذب الأبيض " أو الكذب المحمود يلجأ اليه الانسان للخلاص من مأزق أو كارثة أو شيئ محدق به ، ولا تؤدي نتيجة هذا الكذب الى الاضرار بأحد غير الخروج بمنفعة للذي يكذب وعلى سبيل المثال مصادفة انسان لرجل شرير في احدى الشوارع ليلا ففي هذه الحالة لا سبيل لخلاصه سوى الكذب أو الحيلة ، ان الكذب على هذا الرجل الشرير مشروع – كما أرى – لأن الصراحة معه قد تؤدي الى الهلاك المحتوم
أعتقد أنه من التفاهة بمكان أن يقوم رجل بارتكاب جريمة الكذب وقصة الراعي الكذاب الذي أدَى كذبه الى هلاكه معروفة للجميع اننا ندخل القرن الواحد والعشرين ولا زلنا مكبلين بتصرفات اجتماعية خطيرة تؤثر على سوية تقدم المجتمع ونموه فهل نستطيع مجاراة العصر وتكنولوجيته طالما أن نفوس بعضنا لا زالت مريضة ومشوهة الى هذه الدرجة ؟ كيف يمكن لأمة النهوض والقسم الأعظم من أبنائها يتصرف بشكل غير مقبول – رغم مظاهر الأناقة الخارجية – قيميا واجتماعيا ؟ علما ان الحضارة ترتكز على القيم بشكل رئيسي الى جانب العلم
انني ادعو الى مناقشة هذه المسألة القيمية ، لأعتقادي أنها تحتاج للمساجلة والنقاش