المبدأ الاستعماري القديم هو "فرّق تسد"، أي اجعل هناك خلافات بين الناس والشعوب لتفرّقهم فيسهل عليك سيادتهم واستعمارهم واستغلالهم وإذلالهم، ولتحقيق هذا المبدأ الاستعماري الخطير وضع الاستعمار الحدود الجغرافية كما هو الحال في اتفاقية (سايكس - بيكو) وتعمد إيجاد مناطق حدودية غير محددة المعالم لتصبح موضعا للشقاق والتنازع والفشل.
ومن أساليبه الاستعمارية إحياء النعرات والخلافات القبلية والمذهبية، وتدعيم العصبية الجاهلية، وإحياء اللهجات العامية واللغات المحلية لفصل الناس عن بعضهم بعضا، وقد دعا "سلامة موسى" من قبل إلى استخدام اللهجة العامية المصرية وتحويلها إلى لغة عامية رسمية تكتب بها المناهج والكتب وتستخدم في المراسلات والبحوث والدراسات بهدف فصل المصريين عن اللغة العربية والقرآن الكريم وباقي الدول العربية، ودعا "عبدالعزيز فهمي " إلى استخدام الحروف اللاتينية في كتابة اللغة العربية واللهجة المصرية، وقد فعل "كمال أتاتورك" ذلك مع الأتراك ما فصلهم عن تراثهم التركي الإسلامي المكتوب بالحروف العربية. وقد فشلت دعوتا سلامة موسى وعبدالعزيز فهمي وظلت مصر عربية إسلامية.
والآن توجد دعوة خبيثة على موسوعة "ويكبيديا" للكتابة باللغة العامية، ومن يفعل ذلك ويشجع عليه ويستخدمه يفصل نفسه عن لغة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويصعب عليه بعد ذلك القراءة والكتابة باللغة العربية.
وتقوم المدارس الأجنبية الخاصة (مدارس اللغات) بنفس الدور الخبيث مع أطفالنا وأبنائنا في التعليم العام خاصة في مراحله الأولى التي يتم فيها تهذيب اللسان وتعويده إخراج الحروف العربية من مخارجها الصحيحة , كما تقوم بعض المحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية بنفس الدور الخبيث والحاقد على اللغة العربية والإسلام