خطورة مهنة الصحافة.. الوهم والحقيقة
(الصحافة مهنة المتاعب) قول مأثور
كتب المحرر الثقافي: ظهرت الصحافة وهي تحمل طي صفحات جرائدها روح من الندّية ومنذ بدايات ظهور الصحافة شعر الحاكمون أن هذا الوليد الثقافي هو أكبر محرّض اجتماعي ضدهم لذا فقد وضعوا القيود حول الصحافة وتخيلوا ضرورة وجود شروط معينة عند الشخص العامل في الصحافة كي يكون في مستوى ثقة الحكومة القائمة به ولعل هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الحاكمين يفكرون بإيجاد مضاد للصحافة الأهلية التي كان لفضل انطلاقتها الأولى أن تبناها أول الأمر الأهليون من ذوي الطموح المشروع في التعامل الأمين مع الكلمة وبمصداقية عالية فإقدام هؤلاء الحكام وبكل ما يحملوه من هواجس مرضية إلى إصدار صحفهم الحكومية لدرجة بات وجود صحافة حكومية تقليد لدى كل دول العالم الآن إلا أن مثل هذا الواقع لم يكف هؤلاء الحكام الذين وجدوا في الصحافة الأهلية أو الخاصة ما يمكن أن يشفي غليل المجتمعات التي تصدر لها كـ(غاية) لذا فقد اشترطوا على الصحف الامتثال لشروط نشر معينة واستحدثوا مهنة (الرقيب الصحفي) بغية فتح عينيه على ما يجري.
إلا أن ما يمكن قوله بأريحية أن معظم الصحف التي تقف الحكومات المحلية وراء إصدارها أي التابعة للسلطات قد أخفقت من حيث عدم استطاعتها العمل لكسب ثقة الجمهور بها بل وبالعكس فقد خلقت بعض السلطات استياءً اجتماعياً من صحف لكونها تفتقر إلى المصداقية قبل أي شيء آخر.
ولأن النشاط الصحافي آخذ بازدياد تعلق الجمهور الواعي القارئ لها فقد بقيت السلطات تأخذ حسابها من أي صحيفة سبق واستحصلت منها على قرار حكومي بموافقة صورها. وفي خضم العمل الصحفي نشأت مجموعتان من الصحفيين الأولى وتضم (الصحافيين الوطنيين) أي غير القابلين على المساومة من أجل أداء رسالتهم الصحفية الإيجابية وكذلك استطاعت السلطات المحلية القمعية من تجبين بعض الصحافيين واشترت ذممهم لكن الخطورة بقيت تخشى من النوع الأول من الصحافيين لكونهم أصلاء في أداء مهمتهم الصحفية في حين ظهر وصف اجتماعي مفاده أن الصحفيين المطبلين للسلطات الجائرة ما هم سوى أبواق مأجورة.
وعلى أساس من النظر النوعي للصحافي فإن الخطورة تكمن على حياة الصحافي ذي الرسالة الوطنية والملتزمة بمصالح الجمهرات في البلد المعين في حين لا تشكل أي خطورة على حياة الصحافيين المرتزقة ممن باعوا ضمائرهم قبل أقلامهم.. للسلطات الجائرة وينبغي الفرق بين أدعياء الصحافة والصحافيين الحقيقيين الذين يستحقون الاحترام قائ